ايتها القاطنة في أعماقي بقلم الاستاذ عاطف البواري
ايتها القاطنة في اعماقي
والمهيمنة على كياني
والمسيطرة على جميع مرافق وجودي
والغامرة نفسي برقتها الفتانة وودها العجيب
أحبك
وعندما الفظها بروية وهدوء وسلام وخشوع أطير من الفرح وأشعر بأجنحة خفية تحملني وتحلق بي في أقاصي الكون وبعد ان نقطع بسرعة النور مسافات خيالية ونجتاز مجرات وسدم لا عد لها ولا حصر نحط الرحال في مدينة السعادة التي اوجدها الله لنا منذ بلايين السنوات الضوئية
في تلك الجنة الساحرة والجزيرة النائية والدرة اليتيمة نعيش في غبطة روحية لذيذة وحبور دائم لا تعكره أحزان وفراق وآلام
وسيراقبنا الله
وسيقرأ أفكارنا
وسيرى ذات قلبنا
وسيباركنا
لصدقنا وإخلاصنا ونقاء سريرتنا
وهناك
بين احضان الغابات البكر
وعلى صدر الطبيعة السندسية
وتحت انظار القيان والربات
سأضع فمي على فمك الاحوى
وستكون قبلة نارية جنونية لاهبة تحمل قلبي العاشق ونفسي التواقة لضمك بل والحالمة بالإندماج بك منذ آجال وأجيال...
ثم يا للمفاجأة اللطيفة
ها هي عشرات العصافير تنشد لنا
وتطلق العنان لموسيقاها العلوية وألحانها الربانية وزغرداتها البديعة
فأعرف انها الله اوحى لها فاحتفت بنا واستقبلتنا بتلك النفحات الملهمة والأغاني الرقيقة....
آه آه آه
سكرت من خمرة شفتيك
ترنحت من شدة اللذة القدسية العجيبة
وثملت من قبلاتك الشهية الجنونية
يا معبودة الروح...
فمن حضورك انهل مسرات لا تعد
وأجني خيرات لا توصف
وأستمتع بكل لحظة يختفي فيها الزمان والمكان
ما أجملك
ما انقى روحك
وما اطهر قلبك يا حبيبتي
فلا الياسمين يضاهيك بنصوعه
ولا السنديان ينافسك بالشموخ والإباء
ولا التوت يستطيع ان يجاريك بسخائه
فريدة انت
بعفة لسانك
ونظافة كفك
ورقتك الغريبة
وعذوبتك البديعة
كل الكائنات تتحدث عن جمالك ودلالك
وانوثتك وكمالك
لا تبحثوا عن جنة الخلد ومسراتها
ومباهجها وخيراتها
هي في قلب حبيبتي
ومعبودتي
وفاتنتي
أللهم إني بلغت
فاشهد
عارف البواري
5.11.2020
Aref Ah Boueiri
تعليقات
إرسال تعليق