مرثية الحب العظيم بقلم الاستاذ انور محمود السنيني

" مرثية الحب العظيم "

أبيات شعري صعبة البنيان ِ

  راثٍ بها حبي مدى الأزمان ِ
 
راث ٍ بها شعري وَصِدْق َ عواطفي

  ولهيب شوق في الهوى أذواني
 
راث ٍ بها أحزان أيامي وساعاتي
 
    وكل دقائقي وثواني
 
راث ٍ بها نفسي وأذكر أنني

  بهواي َ قد عاينت كل هوان ِ
 
وبأنني أحببت مَن ْ لم تستحقْ

  مِنِّي عظيم الشجو والأشجان ِ
 
وبأنني صِدْقًا هويت وما رأى

  قلبي سوى هذين يا إخواني
 
صَمْت ٌ يقابله جَفَاء ٌ مثله

  حقا هما في قصتي قَتَلَانِي
 
وتحمل القلب السكوت وإنما

  لم يستطع مِن ْ ثِقْلِه ِ هجراني
 
وَحَسِبْتُ مَن ْ أحببتها كجَهَنَّم ٍ

  لا أحتسي منها سوى النيران ِ
 
لقدٱكْتَوَيْت ُ بِمَن هويتُ ومارأيتُ

   هَوًى كمثل هوايَ في الفتيان ِ
 
فسألت نفسي هل أحبُّ فَمَنْ تُرَى؟

  أتحبني ؟..... أحنانها كحناني؟
 
أشعورها نفس الشعور وشوقها؟

  أفؤادها كعيونها يهواني؟
 
لِمَ كلما تأتي تغيب وتختفي؟

  لِمَ كلما ينأى الفؤاد تُدَانِي؟
 
لِمَ يا أنا مازال يسري حبها

  بدمي وحتى الآن بالشريان ِ؟
 
لِمَ يا أنا مَازِلْتُ أذكر حبها

  وهي التي بعد ٱللِّقَا تنساني؟
 
ولِمَ اللسان عن البيان تَخَرَّسَتْ ؟

  لِمَ لَمْ تكن كَلِسَانِهَا العينان ِ؟
 
ماذا أريد بعينها؟ !! فعيونها

  كذابة لو لم تكن لتراني
 
أَهَوَيْتُهَا وَجَعَلْتُ منها قِيمَةً

  لِتَبِيعَنيِ وَبِأَرْخَص ِ الأثمان ِ؟!!
 
أَهَوَيْتُهَا وجعلتها كَأَمِيرَة ٍ

  لأرى فؤادي خادم النسوان ِ؟
 
ولها الأوامر كلها هل هكذا

  عند ٱلنِّسَا يُجْزى ذوو الإحسان ِ؟!
 
يكفي إذن إني سأقتل حُبَّهَا

  وهنا نهاية قصة الولهان ِ
 
أسفي على شغفي بها وَتَتَيُّمِي

  وَتَوَلُّعِي كَتَوَلُّع ِ ٱلصِّبْيَان ِ
 
أسفي على ما ضاع مِنْ عمري لها

  أسفي على الآهات في الجدران ِ
 
أَسَفِي على الأفكار كُلِّ قَدِيمِهَا

  وَجَدِيدِهَا بمكانها... وَمَكَانِي
 
كَمْ غَرَّنِي الشيطان في محبوبتي

  لمَّا رآني عَابِدًا رَبَّانِي
 
حتى تزايد في فؤادي ذِكْرُهَا

  وَتَقِلَّ أَوْرَادِي مِنَ القرآن ِ
 
وَهَجَرْتُه ُ تَفْسِيرَه ُ وَعُلُومَهُ

  وكذاك هدي المصطفى العدناني

وَتَتَبُّعَ الآثار عن أَصْحَابِهِ

  والآل أنوار الورى العميان ِ

وفترت ُ عن أتباعهم بقراءة
 
  ونسيتُ جُلَّ "إِغَاثَةِ اللهفان ِ"
 
وَٱسْتَبْدَلَتْ نفسي حكايات الهوى

  وَرَوَائِعَ الأشعار مِن ْ " قَبَّانِي "
 
صَدَقَ الذي قد كان مِن ْ أَقْوَالِهِ

  "إِنَّ ٱلنِّسَاءَ حَبَائِل ُ الشيطان ِ"

وَلِذَاكَ يا حبي العظيم فإنني

  أرجو ٱكْتِفَاءَك َ بالذي ألهاني
 
مُتْ يا هَوَايَ ويا شعوري قَبْلَهُ

  فكلاكما بغوايتي أشقاني

موتا فلن تجدي فيوض مشاعر

  وأنا وَمَنْ أحببتُ مختلفان ِ
 
موتا فإن الله يبغض حالتي

  وكفى الذي قد مَرَّ مِنْ عصيان ِ
 
مُتْ أيها الحب العظيم ولا تَعُدْ

  خُفَّا حُنَيْن ٍ لا أريد يَرَانِي

مُتْ أيها الحب العظيم بعزة

  لا خير في حب يجر هواني

مت كي تعود إلى حياتي روضة

  فواحة بالفل والريحان ِ

فلكم أود بأن يعود ربيعنا

  بعبيره ... برحائق الريعان ِ

مت عن هواك فإن أكن بك ميتا

  فالموت أفضل من هَوَىً أضناني
 
مُتْ أيها الحب العظيم فإنما

  بالذكر عُمْرَكَ قد علمتُ الثاني
 
مُتْ كي أعيش كما يريد إلهنا

  وكما يعيش الناس باطمئنان ِ
 
مُتْ إنني أرثيك بعد فراقنا

  مُت ْ فاللقاء بِجَنَّةِ الرحمن ِ
 
في هذه اللحظات مَاتَ ولم يَمُتْ

  إلا بذكر الله ذي ٱلغُفْرَانِ

أغمضت عينيه الجميلة بادئا

  مرثيتي في عالم النسيان ِ

في ليلة تكتظ بي أزمانها

  وبدت بمأتم حبها أركاني

وخيوط ليلي بازدحامات لها

  وافت هواي عليه خير كفان ِ

ألقت بنظرتها الأخيرة وارتقت

  بسمائها تنعي السمير الفاني

فتوافدت نحوي الكواكب والنجوم

  ومثلها القمر المنير أتاني

حتى هوام الليل حيث عهدتها

  لهواي في أسمارها خِلاني

مَثُلَت ْ أمامي في مراسيم العزا

  وتمثلت ْ في صورة الإنسان ِ

وكأنها تبدو بعيني أمة

  باتت تشاطرني هنا أحزاني

فتقاطرت ْ روحي بأنفاس الأسى

  كتقاطر الكلمات من وجداني

وأنا ألملمها عزاء للهوى

  ويصوغها مرثية تبياني 
 
أرثيك يا أوفى هَوًى وَمَحَبَّةً

  وأعز حب في أعز جَنان ِ
 
أرثيك يا أقسى وأطهر قِصَّة ٍ

  بزماننا هذا وَكُلِّ زمان ِ
 
قُطِعَ ٱلرِّثَاء ُ دَقِيقَةً..... فَتَسَاءَلَتْ

  نفسي.. وقلبي زاد في الخَفَقَان ِ
 
أَحَقِيقَةٌ هذي النهاية يا أنا؟

  أَحَقِيقَة ٌ ماتسمع ٱلأُذُنَان ِ؟!
 
أَحَقِيقَةٌ أم أنها نَسْجُ الخيال ِ

  كعادة الشعراء في الهَذيان ِ؟!
 
ويجيبني -لم أَدْر ِ مَن ْ-: هِيَ هكذا

  عُدْ وَٱرْثِنَا بالصبر والسلوان ِ
 
بقلمي أنور محمود السنيني
من " عواصف العواطف " بتصرف...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسات جمالية بقلم الاستاذجمال خليل جابر

همسات جماليه بقلم الشاعرجمال خليل جابر

دروب الهوي بقلم الاستاذة همسة بوزيدي