التهميش بين الطيش والعيش بقلم الاستاذ شهاب حسين

بقلم : لشهب حسين ..................التهميش بين الطيش والعيش

       التهميش ظاهرة قديمة تطورت مع تطور العصور في طريقة تطبيقها لكن لا نرى فيها سلبيات و أضرار ناتجة عن ممارسها خاصة في الدول التي تدعي الديمقراطية حيث يصطع نجم من لاحق له ويسحق و تشوّه صورة من هو أفضل و أحق بالشيء.

      أصبح التهميش شبه قانون وضعي يحمي من يسطو على الفئة المهمشة التي تملك أفكار في مستوى تطلعات البشرية وتحترم المبادئ الدينية و القيم الإنسانية و بما إن للجهل الأخلاقي نظرة مختلفة لطبيعة الحياة فإنه يرى كل من يخالفه الرأي سفيه لا يصلح لممارسة أي شيء فيطبق عليه قانون جائر يكون سببا في حرمان فئة كان بإمكانها الإستفادة من عبقرية الشخص المقصي من المشاركة في الإرتقاء بالمحيط الذي يعيش فيه .

     و مع التطور العلمي و سرعة المعلوماتية أصبح هاذ الزخم الهائل من وسائل الإعلام في خدمة من بيدهم مقالد السيطرة حيث يمكن فبركة و إشاعة أخبار تحطم شخصية أي شخص في العالم و لو من أشرف الناس و أفضل إنسان و يمكن تصوير أقبح وأجرم شخص إلى ملائكة بيده وسائل النجاح لخدمة البشرية لتضليل السذج و ما أكثر وسائل العار و الإستحمار في أغلب الأقطار.

   و أصبحت ثقافة التهميش يمارسها مختلف شرائح المجتمع خاصة في المجتمعات المتخلفة و بالأخص العربية ، وبإقصاء النخبة حل بنا الذل و الهوان وسطو النسوان ، ومن يمارس هذا السلوك المنحط لا يرى محيطه إلا تفاهة ولا احد يعرف الحقيقة إلا هو بعقله المتحجر . فيمارس الانفراد بالقرار و تخوين كل من ينتقده أو يقوّمه و يستعمل كل ما يملك لمواجهة من يخالفهم الرأي .

    و عقلية التهميش مرض اجتماعي إما مكتسب أو تربوي أو توجيهي ،هناك من يحتقر الآخرين و يتلدد و منه من يتربى في عائلة ذات توجه فكري أو عقائدي أو عرقي على إقصاء الأخر و يوجد من يوجهه أسياده لمكافحة كل من يخالفهم و لا يرض بالولاء

     أنتشرت آفة الإقصاء كالنار في الهشيم و أصبح المجتمع سقيم لما صار الجاهل عليم, فهل من رجل حكيم؟ يعيدنا إلى فكر مستقيم . طبعا لمعالجة هذا المرض يكون كل مسؤول عن رعيته قدوة للآخرين الأب على أبناءه و المعلم على طلبته و المدير على عماله .....الخ . حيث يمارس العدل و يكافئ من يستحق المكافأة و ليس تهميشه و إقصاءه لأنه سيقدم إضافة لبيئته المخربة .

    كما يجب صياغة قوانين ردعية على من يمارس الإقصاء لأن أغلب من ظلمهم التهميش في الدول المتخلفة انتقلوا إلى دول تحترم الأفكار النيرة و القدرات العقلية فاستثمرت في عقولهم و جعلوا منها دول راقية . فلو سمحت الفرصة للمهشمين في بؤرة التهميش لأصبحت القفار جنة. فالمجتمع المريض يصاب فيه الأصحاء من خلال إقصائهم وعدم الإستفادة من دوائهم. وقد حيرني الزمن الغريب الجاهل يعلم في ال
أديب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المحبة النقية بقلم الاستاذ/ة اوليف سرور

لا تبعد بقلم الاستاذ عطية البنا

وطني بقلم الاستاذ فتحي سالم الخريشا